Wednesday, March 28, 2007

الموقف العام ما قبل اجتياح الكرامة

لقد ساهم وجود القوات ألعراقيه في الأردن والتي دخلت إلى الأردن أثناء حرب حزيران 67فقد ساهم هذا التواجد في مساعدتنا على التنقل ما بين الحدود ألسوريه ومناطق الأغوار,الأمر الذي سهل لنا نشر قواعد إرتكازية على امتداد منطقه الأغوار من الشونة ألشماليه شمالا وحتى الكرامه جنوبا. وقد شملت هذه المواقع كل من الشونة ألشماليه تل الأربعين وادي اليابس و الكريمة .وكان هذا التموضع يأخذ بعين الاعتبار عدم الاحتكاك مع الإخوة في الجيش العربي الأردني وحتى لا تحدث إشكالات بسبب ذلك. هذا من ناحية ومن ناحية أخرى فان التعليمات كانت واضحة وهي عدم القيام بعمليات على ألقشره أي على امتداد النهر بل كانت توجه الدوريات إلى داخل الأرض ألمحتله وفق أهداف
تحدد مسبقا لهذه الدوريات إلا إذا فرضت الظروف على هذه الدوريات كالاصطدام المباشر مع أفراد العدو أثناء تحرك الدورية
أما في ألكرامه فكان الوضع مختلف فالتركيز الكبير والعناية الخاصة التي أولتها قياده الحركة بسبب موقعها الجغرافي واستخدامها في تدريب وتأهيل الدوريات تمهيدا لزجها إلى داخل الأرض ألمحتله. ولذلك ركزت فتح على وجودها وكذلك الجبهة ألشعبيه فلها بعض المجموعات. كذلك كانت قوات التحرير الشعبية ألتابعه لجيش التحرير الوطني الفلسطيني.وكان تموضعها في الناحية ألشماليه ألشرقيه من المخيم . أما توزيعه حركه فتح فكانت كما يلي

1.قاعدة الشهيد أبو شريف وقائدها عبد الإله الاتيري ومكان تواجدها في الجانب الغربي من المخيم – وكانت مهمتها تريب وتأهيل الدوريات وإرسالها إلى الأرض المحتلة
2. مجموعه حماية المقرات سواء مقرات ا لقيادات أو المقار اللوجستيه والمنتشرة في أماكن مختلفة من المخيم
3.مجموعات في الجانب الجنوبي من المخيم
4.معسكر تدريب خلف المرتفعات المطلة على المخيم من الناحية ألشرقيه.بقياده الشاب المناضل ماهر
5.مجموعات انتشرت حول بركسات الدجاج ألواقعه في الناحية الشمالية الشرقية وكانت مهمتها التعامل مع الإنزالات ألمحتمله في تلك ألمنطقه ؛تلك ألمنطقه التي تؤدي إلى السفوح ألغربيه لجبال السلط بقياده المناضل إبراهيم الاسلامبولي
6.مجموعات صغيره تم نشرها إلى الغرب من قاعدة أبو شريف وهذه مسلحه بالا.ر.ب.ج 2 اوب7وكذلك بألغام فرديه واليه بهدف تعطيل تقدم العدو وإيقاع اكبر الخسائر في صفوف القوات المعادية
7.مفارز تم نشرها شمال المخيم لمواجهه محاولات التقدم من جسر دامية- المثلث المصري-ألكرامه
8. حمله أل.ر.ب.ج. بالعدد المتوفر تم توزيعها في المحاور ألمحتمله لتقدم الدبابات باتجاه المخيم من الشمال أو الجنوب أو الغرب

أما فيما يتعلق بالا سلحه المتوفرة فمعظمها فرديه باستثناء بعض الرشاشات الثقيلة مثل الدوشكا وكذلك بعض مدافع الهاون 81مم والهاون 60مم ورغم قلتها إلا أنها ساهمت في التصدي للعدو طبعا هذا أضافه إلى الألغام الآلية والفردية وكذلك القنابل اليدوية بأنواعها

في لقاء قياده فتح بالرئيس عبد الناصر بعد حرب حزيران وبعد نقاش مستفيض قال لهم ليس هناك خطه لتحرير فلسطين ولتعلموا جيدا أنكم إذا لم تتحركوا انتم وتشعلوها فلن يشعلها احد
كلمات عبد الناصر هذه تعبر عن القلق الذي يساور عبد الناصر وغير عبد الناصر من وطنيي هذه الأمة وهو حق مشروع بسبب الوضع العربي والدولي وبسبب آثار ونتائج الهز يمه وما خلفته من أثار سلبيه ومن القلق على مصير هذه ألامه والقضية ألفلسطينيه.أما حركه فتح حديثه النشأة فكان لا بد لها من اختراق جدار الصمت والهزيمة باعتبارها صاحبه القضية ولذلك بدأت تفكر في الطرق والوسائل التي تتمكن من خلالها من أعاده الحياة إلى هذه ألامه التي احتواها الغيظ والقهر. من هنا كان لابد من انطلاقه جديدة وخطوط عريضة تستخدمها.وفق خطوط متوازية

أولها :-العمل على نقل مقارها إلى منطقه الأغوار بغيه تسهيل تمرير الدوريات إلى الأرض ألمحتله
ثانيها:-تكليف دوريات بتنفيذ المهام داخل مواقع تجمعات الجيش الإسرائيلي
ثالثا:-الاستمرار في التواصل مع قواعدنا ودعمها بالا سلحه والذخائر حتى تتمكن من مواصله العمل

ولذلك فقد أطلق على هذه ألمرحله بالانطلاقة ألثانيه والتي بدأت اعتبارا من 28\8\1967.هذا وقد أعلنت فتح انطلاقتها ألثانيه في البلاغ العسكري رقم ( 75) معلنه عن ولادة مرحله جديدة من الكفاح المسلح.ومنذ تلك أللحظه وحتى مطلع عام 1968تمكنت فتح من
:- تنفيذ (79)عمليه عسكريه

مقتل وجرح (318)جندي صهيوني
تم مهاجمه (13) مستوطنه صهيونيه
تم تدمير(42) سيارة واليه عسكريه
تم نسف مستودع ذخيرة رئيسي في منطقه عكا
كما تم قصف ضواحي القدس بالصواريخ وضواحي تل أبيب بمدافع الهاون
قدمت فتح خلال هذه العمليات -46- بطلا بين شهيد وجريح

لقد انتشر الفلسطينيون النازحون من من الضفة الغربية اثر حرب 1967 في منطقة الكرامة وغيرها من البلدات الواقعة في الشريط الدافئ في منطقة الأغوار , ولذلك فقد سبق الهجوم على الكرامة أسبوع أو أكثر استمر فيه القصف المدفعي على منطقة الكرامة و كريمة و غيرها من المواقع في شريط الأغوار إضافة إلى فصل الشتاء الأمر الذي دفع الحكومة الأردنية إلى إنشاء مخيمات جديدة لاستيعاب هذا الحجم الهائل من النازحين و الموجود بشكل كثيف في منطقة الأغوار و قد اتخذ في الخطوة أيضا للحد من الخسائر البشرية التي بدأت تتزايد بسبب القصف الإسرائيلي العشوائي من هنا تم إنشاء مخيمات في كل من زيزيا و البقعة و سوف وشلنر و كان لفصل الشتاء و ارتفاع منسوب مياه نهر الأردن الأكثر فعال في تعطيل دخول الكثير من الدوريات إلى الأرض المحتلة ، و لذلك ، بقيت معظم هذه الدوريات في الكرامة تمهيدا لإتاحة المجال لها للعبور

كان لتزايد المعلومات عن احتمال اجتياح عسكري لمنطقة الكرامة أثره في التحرك و بسرعة في إجراء بعض التدريبات الخاصة بالمواجهة ، مثل خطر الأنفاق و الخنادق الإسمنتية و كذلك إنشاء بعض الملاجئ و غير ذلك من الإجراءات التي تمكن مقاتلينا من التصدي للعدو

و في يوم التاسع من آذار صرح الناطق الرسمي لحركة فتح إن العدو يقوم بحشد قوات كبيرة على طول نهر الأردن للقيام بهجوم يسبقه حملة إعلامية معادية يقوم بها ليفي اشكون رئيس وزراء العدو في حديث أمام الكنيست و كذلك رئيس أركانه بارليف مدير استخباراته اهارون ياريف و كذلك مناحيم بيقن. مركزين على انطلاق العمليات الفدائية من الأردن و لأنه لا يريد من تحطيم قوتهم قبل أن يصبح القضاء عليها أكثر صعوبة و تكلفة و قد أكد البيان أننا سنواجه العدوان إذا تم بكافة إمكاناتنا و قدراتنا

اذكر انه في ألليله التي سبقت العدوان كنت موجودا في مقر القيادة في ألكرامه وكان الأخ أبو عمار موجودا وكذلك الأخ أبو إياد وطلب الأخ أبو عمار إن نتوجه إلى مقر قوات التحرير الشعبية شمال المخيم حيث تواجد آنذاك صائب العاجز , احمد جبريل , بهجت الأمين , عبد العزيز الوجيه , نهاد أبو غربيه . وكان الأخ أبو عمار والأخ أبو إياد وعبد العزيز أبو فضه . واذكر انه جرى نقاش حول احتمالية الهجوم وإمكانيات ألمواجهه , وقد ابلغ الأخ أبو عمار الجميع بان فتح ستواجه العدوان حتى ولو لوحدها , لان هذه المعركة هي الفاصل بين الهزيمة والنصر , وهذه معركتنا أي معركة فلسطين فأما إن نقاوم وأما أن نذهب إلى مزبلة التاريخ ولا نستحق أن نكون أبناء فلسطين , واذكر وقتها انه وصلت بعض الأسلحة الجديدة لقوات التحرير الشعبية , بنادق كلاشنكوف ومدافع ب.10 وهي مضادة للدروع . وقد عدنا وتم تفقد مواقع فتح في المخيم غرب وشمال المخيم , وقد ركزنا على التلال الواقعة شرقي المخيم ( بركسات الدجاج ) لاحتمال أن بعمد العدو إلى استخدام الإنزالات الجوية بغية محاصرة البلدة وعدم إتاحة المجال أمام مقاتلينا بالانتشار شرقا

اذكر انه تم حفر مجموعة من الأنفاق داخل الكرامة , وتم إخفاء بعض الأسلحة والذخائر فيها إضافة إلى استخدامها إذا تم العدوان على البلدة

No comments: